اللي جاى على قد اللي غادي، واحنا عايشين

»اللي جاى على قد اللي غادي، واحنا عايشين».. يلخص عمال معمل كوسومار بسيدي بنور، الذي تخصص في إنتاج السكر الأبيض ، معاناة العمال اليومية في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية. تنثني ظهورهم ساعات طويلة دون كلل، ليتقاضوا دراهم قليلة، لا تكفى عيشة كريمة، قبل أن يحرمهم الركود من تلك الدراهم بسبب عجز المبيعات عن تغطية التكاليف، ما دفعهم للصراخ: «عاوزين نعيش يا إدارة.
أحد العمال، يؤكد أنه وزملاءه بلغوا حد اليأس من الحياة، مع تضاؤل المرتبات عن كفاية طعام أبنائهم، ويصرخ طلباً للرحمة، بسبب طلبات أبنائهم اليومية التي لا تجد من يلبيها.
يقول عامل آخر : تعانى أسرته من تكاليف الدروس الباهظة، التي تتخطى حاجز الـ700 درهم شهرياً، بخلاف 2000 درهم إيجار الشقة التي يسكنونها, و 300 درهم بين فاتورة الماء والكهرباء. ولفت العامل إلى أن مرتبه لا يتجاوز الـ4000 درهم شهرياً، مبينا أن الله رزقه بـ3 أولاد. ويضيف: «كسوة أولادنا من العيد للعيد بالقسط، والدواء بالقسط أو بالسلف من الجيران، من أجل إنقاذ حياة أبنائنا بسب غلاء ثمنه » .
ويقطع عامل آخر حديثه باكياً ليناشد «إدارة كوسومار » قائلا: «إلى متى ستظل الشركة تحت قيادتكم والمصنع تحت قيادة آكلي لحم البشر؟ باغين نعيش يا سيادة المدير، بس للأجور، حلمنا نعيّش أولادنا حياة كريمة، وتكون مستورة يا مدير المعمل.
أحد عمال المصنع، يشير إلى أن المصنع يتبع النقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، التي لا حول لها ولا قوة تدافع عن نفسها وتهمل العامل ويطرح سؤالا أخر: كيف لا تتم مساواة عمال المصنع بسيدي بنور وعمال كوسومار الدار البيضاء في الحقوق وفى جميع الامتيازات والعلاوات والحوافز الشهرية؟
وأشار عامل أخر إلى وضعه المزري وهو أعزب لا يستطيع إكمال الشهر بدون سلف فكيف له أن يتزوج ويبني أسرة ويوفر لهم متطلبات الحياة ونحن نعلم غلاء المعيشة. حتى وإن تزوج فشركة كوسومار ليست كالشركات الأخرى تخصص زيادة بالراتب لمن يتزوج ولا تساعد على بناء المستقبل رغم الربح الخيالي الذي تحصله كل سنة وبالطبع بواسطة العمال.
وما ألمني التفرقة التي تنهجها الإدارة في شخص الأطر حيث أنهم المسئولون عن كل ما يحصل بالمعمل من مناوشات و صراعات لأنهم اعتمدوا ذلك بأنانية كي يظهروا النقص الحاصل في نفوسهم بإنصاف الظالم والتعدي بأبشع الطرق على من يساهمون في إعلاء راية المعمل لا لسبب سوى المطالبة بحقهم في العيش الكريم.
نؤمن تماماً بقيمة العمل وبمهارة وخبرات عمال كوسومار وإتقانهم ولمساتهم الرائعة وجهد سواعدهم التي تبنى صروحاً إنتاجية شامخة، وتؤكد جودة ومزايا عديدة يتمتعون بها وحدهم دون غيرهم.
وإن كانت الإدارات السابقة قد أهدرت حقوق عمال كوسومار فإن الوقت قد حان لنعيد للعمال حقوقهم ونلتزم بمطالبهم، وننظر من جديد لكل الالتزامات المتبادلة للعمال وأصحاب العمل في كل ما يتعلق بالأجور والإجازات وساعات العمل والتأمينات والمعاشات المناسبة من أجل الدمج الكامل للعمال في سوق عمل منظمة تحفظ للعمال حقوقهم وتؤمّن مستقبلهم.. ولا غنى عن صياغة جديدة لعلاقة المواطن بالدولة والاهتمام بالعمال، خاصة الفقراء ومحدودي الدخل،
تحية من القلب لكل عمال كوسومار ولكل إرادة عمالية مخلصة تحاول أن تقود المعمل والوطن إلى بر الأمان وكل عام وأنتم بخير.